تغيير المنكر بالقلب ٬ إنْ رأيتَ منكراً لا تملك إلا أنَّ تقول: اللهم إنَّ هذا منكر لا يرضيك لكن أيُعَدُّ عمل القلب تغييراً للمنكر وأنت مطالب بأنْ تُغيِّره بيدك يعني: إلى ضده؟ وهل هذه الكلمة تغير من الواقع شيئاً؟
قالوا: لا يحدث التغيير بالقلب إلا إذا كان القالب تابعاً للقلب ٬ فالقلب يشهد أنَّ هذا منكر لا يُرضي الله ٬ والقالب يساند حتى لا تكون منافقاً ٬ فأنت أنكرتَ عليه الفعل ٬ ولا استطاعة لك على أنْ تمنعه ٬ ولا أن تنصحه ٬ فلا أقلَّ من أنْ تعزله عن حياتك وتقاطعه ٬ وإلاَّ فكيف تُغيِّر بقلبك إنْ أنكرتَ عليه فعله وأبقيتَ على وُدِّه ومعاملته؟
إذن: لا يكون التغيير بالقلب إلا إذا أحسَّ صاحب المنكر أنه في عزلة ٬ فلا تهنئه في فرح ٬ ولا تعزيه في حزن ٬ وإنْ كنتَ صاحب تجارة ٬ فلا تَبِعْ له ولا تشتر منه وما استشرى الباطل وتَبجح أهل الفساد وأهل المنكر إلا لأن الناس يحترمونهم ويعاملونهم على هذه الحال ٬ بل ربما زاد احترام الناس لهم خوفاً من باطلهم ومن ظلمهم فالتغيير بالقلب ليس كلمة تقال إنما فعل وموقف.
القرآن جمع بين الصلاة والزكاة ؛ لأن الصلاة فيها تضحية بالوقت ٬ والوقت زمن العمل ٬ والعمل وسيلة الكسب والمال ٬ إذن ؛ ساعة تصلي فقد ضحيْتَ بالوقت الذي هو أصل المال ٬ فكأن في الصلاة تصدقت بمائة في المائة من المال المكتسب في هذا الوقت ٬ أمّا في الزكاة فأنت تتصدَّق بالعُشْر ٬ أو نصف العشر ٬ أو رُبْع العشر ٬ ويبقى لك معظم كسبك ٬ فالواقع أن الزكاة في الصلاة أكبر وأبلغ من الزكاة نفسها.
هناك فرقاً بين أركان الإسلام و أركان المسلم ٬ أركان الإسلام هي الخمس المعروفة ٬ أمَّا أركان المسلم فهي الملازمة له التي لا تسقط عنه بحال ٬ وهي الشهادتان والصلاة ٬ وإنْ كان على المسلم أنْ يؤمن بها جميعاً ٬ لكن في العمل قد تسقط عنه عدا الصلاة والشهادتين.
حين تأمر بالمعروف ٬ وحين تنهي عن المنكر لا تظن أنك تتصدَّق على الآخرين ٬ إنما تؤدي عملاً يعود نفعه عليك ٬ فبه تجد سعة الراحة في الإيمان ٬ وتجد الطمأنينة والراحة الذاتية ؛ لأنك أديْتَ التكاليف في حين قصرَّ غيرك وتخاذل ولا شك أن في التزام غيرك وفي سيره على منهج الله راحة لك أنت أيضاً ٬ وإلا فالمجتمع كله يَشْقى بهذه الفئة القليلة الخارجة عن منهج الله.
إذا لم يكُنْ للأب الحقيقي وجود ٬ فالأبوة لمن ربَّى ٬ وله نفس حقوق الأب من حيث الشكْر والبر والمودة ٬ بل ينبغي أن يكون حقُّه مضاعفاً ؛ لأن في الأب الحقيقي عطف البُضع على البُضع ٬ وفي الأب المربِّي عطف الدين على الدين ٬ وهذه مسألة أخرى غير مجرد الأبوة.
كان رجل طرق بابه صديق له ٬ فلما فتح له الباب أسرَّ له الصديق بشيء فدخل الرجل وأعطى صديقه ما طلب ٬ ثم دخل بيته يبكي فسألته زوجته : لم تبكي وقد وصلْته؟ فقال: أبكي لأنني لم أتفقد حاله فأعطيه قبل أن يذَّل نفسه بالسؤال.
قالوا: لا يحدث التغيير بالقلب إلا إذا كان القالب تابعاً للقلب ٬ فالقلب يشهد أنَّ هذا منكر لا يُرضي الله ٬ والقالب يساند حتى لا تكون منافقاً ٬ فأنت أنكرتَ عليه الفعل ٬ ولا استطاعة لك على أنْ تمنعه ٬ ولا أن تنصحه ٬ فلا أقلَّ من أنْ تعزله عن حياتك وتقاطعه ٬ وإلاَّ فكيف تُغيِّر بقلبك إنْ أنكرتَ عليه فعله وأبقيتَ على وُدِّه ومعاملته؟
إذن: لا يكون التغيير بالقلب إلا إذا أحسَّ صاحب المنكر أنه في عزلة ٬ فلا تهنئه في فرح ٬ ولا تعزيه في حزن ٬ وإنْ كنتَ صاحب تجارة ٬ فلا تَبِعْ له ولا تشتر منه وما استشرى الباطل وتَبجح أهل الفساد وأهل المنكر إلا لأن الناس يحترمونهم ويعاملونهم على هذه الحال ٬ بل ربما زاد احترام الناس لهم خوفاً من باطلهم ومن ظلمهم فالتغيير بالقلب ليس كلمة تقال إنما فعل وموقف.
القرآن جمع بين الصلاة والزكاة ؛ لأن الصلاة فيها تضحية بالوقت ٬ والوقت زمن العمل ٬ والعمل وسيلة الكسب والمال ٬ إذن ؛ ساعة تصلي فقد ضحيْتَ بالوقت الذي هو أصل المال ٬ فكأن في الصلاة تصدقت بمائة في المائة من المال المكتسب في هذا الوقت ٬ أمّا في الزكاة فأنت تتصدَّق بالعُشْر ٬ أو نصف العشر ٬ أو رُبْع العشر ٬ ويبقى لك معظم كسبك ٬ فالواقع أن الزكاة في الصلاة أكبر وأبلغ من الزكاة نفسها.
هناك فرقاً بين أركان الإسلام و أركان المسلم ٬ أركان الإسلام هي الخمس المعروفة ٬ أمَّا أركان المسلم فهي الملازمة له التي لا تسقط عنه بحال ٬ وهي الشهادتان والصلاة ٬ وإنْ كان على المسلم أنْ يؤمن بها جميعاً ٬ لكن في العمل قد تسقط عنه عدا الصلاة والشهادتين.
حين تأمر بالمعروف ٬ وحين تنهي عن المنكر لا تظن أنك تتصدَّق على الآخرين ٬ إنما تؤدي عملاً يعود نفعه عليك ٬ فبه تجد سعة الراحة في الإيمان ٬ وتجد الطمأنينة والراحة الذاتية ؛ لأنك أديْتَ التكاليف في حين قصرَّ غيرك وتخاذل ولا شك أن في التزام غيرك وفي سيره على منهج الله راحة لك أنت أيضاً ٬ وإلا فالمجتمع كله يَشْقى بهذه الفئة القليلة الخارجة عن منهج الله.
إذا لم يكُنْ للأب الحقيقي وجود ٬ فالأبوة لمن ربَّى ٬ وله نفس حقوق الأب من حيث الشكْر والبر والمودة ٬ بل ينبغي أن يكون حقُّه مضاعفاً ؛ لأن في الأب الحقيقي عطف البُضع على البُضع ٬ وفي الأب المربِّي عطف الدين على الدين ٬ وهذه مسألة أخرى غير مجرد الأبوة.
كان رجل طرق بابه صديق له ٬ فلما فتح له الباب أسرَّ له الصديق بشيء فدخل الرجل وأعطى صديقه ما طلب ٬ ثم دخل بيته يبكي فسألته زوجته : لم تبكي وقد وصلْته؟ فقال: أبكي لأنني لم أتفقد حاله فأعطيه قبل أن يذَّل نفسه بالسؤال.